قرأت منذ مدة قصيرة مقالا عبارة عن مجموعة من النصائح لمطوري الفرونت آند على شكل فقرات صغيرة ومركزة. في الأصل كانت سلسلة من التغريدات على تويتر فقرر صاحبها Kitty Giraudel نشرها على مدونته ليسهل الوصول إليها.
أخذت الإذن منه لأترجمها وأضيف إليها بعضا من أفكاري وآرائي الخاصة وأنشرها على مدونة توتومينا ليتمكن المتابع العربي من الإستفادة منها كذلك.
-
تعلم ما تريده، واطمئن لأن هناك ما يكفي لتتعلمه مهما طالت حياتك. لا تسعى دائما للسير وراء القطيع والإرتماء على كل مكتبة أو إطار عمل جديد يظهر.
الأساسيات هي ما يبقى دائما، وإذا كان علي أن أختار لك فسأنصحك بتعلم CSS ،HTML و جافاسكريبت.
-
قابلية الوصول (Accessibility) مهمة للغاية في تطبيقات الويب. هناك عدد من المعايير والقواعد التي تجعل من تطبيقاتنا متوافقة وملائمة لجميع شرائح المستخدمين.
بقدر أهمية قابلية الوصول بقدر ما يتم إهمالها من طرف مطوري الفرونت آند ومدراء المشاريع.
حاول أن تكون لديك بعض المعرفة بقواعد ال Accessibility وتعلم كيف تحترم أكبر قدر من تلك القواعد في عملك ك Frontend Developer. ذلك سيجعل منك مطورا أفضل وأقدر على اختراق سوق العمل.
-
لا تكن متعلقا بالكود الذي تكتبه أكثر من اللازم. أنت ودورك أكبر بكثير من ذلك الكود.
إذا كان لدى شخص آخر حل أفضل لمشكلتك فخذ ذلك الحل وأعطه فرصة. ليس على الشفرة البرمجية أن تكون ملكك بالكامل حتى تكون ذات قيمة.
الإرتباط الزائد بالكود قد يشكل عائقا أمامك للتقدم نحو الأمام.
-
وثق شفرتك البرمجية. الشفرة البرمجية ذاتية التوثيق (Self documenting code) مجرد خرافة مضرة، لا تجعل نفسك ضحية لها.
احرص على كتابة فقرة قبل الكود الذي ترى أنه بحاجة للشرح والتوضيح للشخص التالي الذي سيقرؤه (ربما أنت). وثق شفرتك البرمجية وشجع الآخرين على فعل ذلك.
لست متفقا تماما مع وصف Self documenting code بأنه مجرد خرافة أو عديم الفائدة. من وجهة نظري، الشفرة البرمجية المنظمة والمرتبة قد تلعب دورا في مقروئية الكود يفوق دور التعليقات. وهذا لا يمنع من التوليف والجمع بينهما للحصول على أفضل النتائج.
-
اعتمد نهجا تدريجيا في تحسين الأشياء وجعلها تبدو أفضل.
لا تحاول أن تكون مثاليا منذ البداية. لا تخجل من نسخ بعض الأكواد ولصقها. تأكد فقط أنه يعمل كما يجب، بعدها حاول فهمه جيدا وابدأ في إدخال التحسينات عليه إذا كان ذلك ضروريا.
-
أضف Prettier لمشروعك في أبكر وقت ممكن. لا تضيع وقتك في ترتيب الكود يدويا! اجعل ذلك يتم بطريقة آلية وفق إعدادات يسير عليها كل الفريق الذي تنتمي إليه.
كل المحررات المعروفة، مثل Visual Studio Code، تدعم Prettier عن طريق الإضافات (Extensions) بشكل سهل وبدون أي تعب يذكر.
-
أضحى تعلم أساسيات CI/CD في الآونة الأخيرة مسألة يحتاج مطوري الواجهات الأمامية لإعطائها بعضا من اهتمامهم.
ليس مطلوبا أن تكون خارقا في هذه المسألة، يكفي أن تكون لديك دراية كافية بعمليات الأتمتة (Automation) للإختبارات البرمجية مثلا (Testing) و Deployment.
تعلم Github Actions ومعهم Github Workflows سيكون نقطة البداية، فمعظم الشركات تعتمد على Github ولن تحتاج بعده ـ في الغالب ـ لشيء آخر.
-
حاول التعرف على Cypress. بالنسبة لي هو أفضل ما حدث لاختبار الواجهات الأمامية في العقد الأخير.
Cypress أداة رائعة بشكل لا يصدق، مجانية ومفتوحة المصدر، وتجعل من إجراء اختبارات end-to-end أمرا في غاية المتعة والموثوقية.
-
تقبل حقيقة أنك لا تستطيع فهم كل شيء. في الحقيقية أنت لست أصلا مطالبا بذلك. ركز على ما تقوم به يوميا وحاول القيام به بشكل جيد.
المعرفة تراكمية تأتي مع الخبرة والمزيد من التجارب.
لا تضغط على نفسك.
-
هذه النقطة مرتبطة بسالفتها. عليك أن تعترف بأنك لا تعرف حينما تكون فعلا لا تعرف.
لا تحاول أن تبدو أمام زملائك في العمل أنك الرجل الخارق الذي لا يوقفه شيء، وذلك خشية أن يقدح الإعتراف في جدارتك وخبرتك.
من الجيد الإعتراف وقبول محدوديتنا، فذلك يظهر تواضعنا ومصداقيتنا ويمنحنا الراحة النفسية والسلام الداخلي.
-
أطلب المساعدة في حال احتجتها. لا تدع نفسك عالقا لوحدك في مشكلتك.
حاول في البداية البحث في محرك البحث جوجل، ثم اسأل في Github issues أو في أي من المجتمعات التي لها علاقة بمشكلتك. وإذا لم تحصل على مساعدة فالجأ إلى أحد من زملائك في العمل، مثلا مديرك.
طلب الدعم من الآخرين لا ينقص من قيمتك، بل يعتبر قيمة جميلة وصحية ما دمت حاولت لوحدك ولم تنجح.
-
نجاح أحد من زملائك وتألقه يمكن اعتباره تألقا ونجاحا لك أيضا. إنجازات الآخرين لا تقلل من إنجازاتك.
يجب عليك أن تفرح لكل خطوة ناجحة تخطوها الشركة التي تعمل لحسابها مهما كانت نسبة مساهمتك فيها. أشعر بالفخر لأن زميلك حقق شيئا مميزا واحتفل معه وقدم له التهنئة.
أرسل له رسالة على الخاص تهنؤه فيها على عمله الجيد والناجح.
صدقني إذا قلت لك أن بناء بيئة العمل الصحية يتم عبر خطوات وعادات بسيطة ولكن عائدها وأثرها كبيران جدا ويطالان كل فرد في الشركة، بمن فيهم أنت.
-
لا تقارن نفسك مع أحد. بعض الأشخاص سيبدون أسرع وأمهر منك، أو ببساطة هم مختلفون عنك. ليس عليك أن تكون تنافسيا بشكل يثقل كاهلك، لأن هذه ليست منافسة أو بطولة يفوز بها إنسان واحد في النهاية.
حاول القيام بالأمور بطريقتك الخاصة التي تعمل معك كما يجب، ولا تحرم نفسك من الإستمتاع والإحتفال بنجاحاتك بسبب مقارنتها مع نجاحات وإنجازات الآخرين.
ثق بنفسك، واعلم أن حياتك المهنية تسير على ما يرام مادام الراتب يحول إليك نهاية كل شهر ولم يشتكي منك أحد. ليس هناك مدير أو صاحب شركة يدفع لموظفيه مرتبا إذا لم يكونوا فعلا يستحقونه. وحتى إذا حدث ذلك فإنه لا يستمر طويلا.
-
اعترف بأخطائك وقرراتك غير الموفقة التي اتخذتها. قد يتطلب الأمر بعض الشجاعة ولكنه يظهر تواضعك واحترافيتك، والأهم من ذلك يبني الثقة ويشيعها في بيئة العمل.
-
إذا طلب منك أحد زملائك يد المساعدة والدعم فحاول بقدر استطاعتك أن تقبلها بصدر رحب وتجلس معه حتى يجد حلا لمشكلته.
أعلم أنه في بعض لا يسعفنا وقتنا وجدولنا الممتلئ لكي نقضي وقتا كبيرا في حل مشاكل الآخرين، ولكن صدقني فالأمر يستحق قليلا من التضحية متى كان ذلك ممكنا. تبادل الدعم وقبول طلبات المساعدة ينشر ثقافة العمل كفريق ويساعد الجميع على التقدم ككتلة واحدة متجانسة.
-
إذا لاحظت أن أحدا من زملائك يتميز في شيء ما فأخبره بذلك. لن تتصور الأثر الكبير الذي سيتركه ذلك في نفسه، والدافع القوي الذي سيتولد لديه لتقديم المزيد ومضاعفة الجهود.
هذا الدافع تزداد قوته إذا كان الزميل أقل منك في درجات الخبرة أو السلم الوظيفي. لذلك علينا أن لا نتوانى عن مدحه ـ متى استحق ذلك ـ سواء كان ذلك علنيا أو في رسالة خاصة.
-
إذا استطعت، خاصة إذا كنت في موقع مميز، فاعمل ما بوسعك لتشكيل بيئة صحية وشاملة في المؤسسة التي تنتمي إليها.
استخدم منصبك وامتيازاتك لجعل زملائك آمنين ومرتاحين. تكلم وقم بإيصال صوت أقرانك ومرؤوسيك من ذوي التمثيل المنخفض.
كن قائدا!
-
إذا كنت مدير لأحد الفرق أو لديك أي نوع من السلطة والوجاهة فتأكد من حصول الجميع على فرصة للمساهمة والنمو. تعرف على الوقت المناسب لتفويض الأشخاص وتمكينهم لتحمل مسؤوليات جديدة بطريقة آمنة.
ساعدهم على بناء الثقة والأقدمية من خلال الوثوق بهم لتحمل التحديات الجديدة بشكل آمن ومدروس.
-
لست مضطرًا أن تدخل في دوامة العمل على المهام الرئيسية والعاجلة طيلة حياتك، خذ لنفسك بعض الوقت لترتاح. أنا لا أتحدث هنا عن العطلة، بل أن تبادر للعمل على بعض المشاريع الجانبية أو الداخلية في المؤسسة التي تتبع لها.
صحيح أنه يبقى عملا كغيره، ولكنك عندما تختار مهمة بنفسك تنكب عليها وتساهم في تطويرها وبنائها بضعة أسابيع فإن ذلك سيساعدك على تغيير الإيقاع الذي يسير به نهارك وروتين العمل كذلك. أضف إلى ذلك أنك ستتمكن من الإستراحة من الإجتماعات الصباحية التي لا تنتهي 😄
-
جد لنفسك هواية بعيدا عن البرمجة والجلوس أمام الحاسب.
لم أدرك أهمية هذه النقطة إلا بعد أن جاوزت الثلاثين من عمري وأصبحت أبحث لنفسي عن ملاذٍ آخر أقضي فيه سويعات من يومي، فتارة أمارس الجري وتارة أخرى أقرأ كتابا إلخ… المهم أن تجعل لنفسك متنفسا تتجدد فيه طاقتك وتستريح فيه من كل ما له علاقة بالإنترنت.