لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي باتت تلعبه المدونات في مجال التسويق الإلكتروني والعمل على الإنترنت. العديد من الشركات، وخاصة منها الأجنبية، أصبحت تعتمد بشكل كبير على التسويق بالمحتوى للترويج لمنتوجاتها.
أفضل مثال على هذا النوع من استغلال المدونات في وطننا العربي هو مدونة خمسات التي سعت على مر السنوات الماضية للترويج لخدماتها من خلال صناعة مقالات حصرية وذات جودة عالية لجذب أكبر عدد ممكن من القراء الذين ستكون نسبة منهم فيما بعد عملاء للشركة نفسها.
أما العدد الأكبر من أصحاب المدونات فيعتمدون على إيرادات الإعلانات، وخاصة منها إعلانات غوغل ادسنس، لتحقيق دخل محترم يكفل لهم الإستمرار في إدارة المدونة واستثمار وقتهم فيها. هذا النوع من الدخل لا يزال ضعيفا في البلاد العربية، باستثناء بعض دول الخليج، ولكنه شهد في السنوات الأخيرة نموا وتحسنا مهما بعد تزايد أعداد المدونين وانتشار ثقافة الإنترنت بين طبقات الشعب المختلفة.
الأرباح لا تأتي إلا من خلال المدونات الناجحة، وهي قليلة جدا نسبة إلى العدد الإجمالي المقدر بملايين المدونات. هذا الكلام يعني أن عددا هائلا من المدونات التي تُنشأ كل يوم يكون مصيرها الفشل ولا تحقق حتى الحد الأدنى من أهدافها. ولمساعدتك على تجنب هذا المصير، سنعرض في هذا المقال مجموعة من العوامل الرئيسية التي من شأنها تجنيب مدونتك مصير الفشل وجعلها تعانق النجاح الذي طلما سعيت إليه.
1. النشر بانتظام
الإنتظام في النشر من أهم مفاتيح نجاح أي مدونة، هذا لأن منشوراتك يفترض بها أن تكون بمثابة مواعيد يومية أو أسبوعية مع قرائك.
هؤلاء القراء سيعرفون مع مرور الأيام الأوقات التي تنشر فيها وبالتالي تحصل مدونتك على زيارات منتظمة ويتم خلق رابطة بينك وبينهم تجعل منهم فيما بعد زوارا أوفياء للمدونة، وبالتالي عملاء محتملين إذا كانت المدونة ذات طابع تجاري تسويقي.
حاول وضع جدول أسبوعي أو حتى شهري للنشر واجتهد في احترامه، لأن هذا سيعكس مدى احترافيتك وسيعود بالنفع الكبير عليك وعلى سمعة المدونة.
2. التميز عن الآخرين
وسط هذا الكم الهائل من المواقع والمدونات، ليس من السهل دائما البروز وتحقيق التميز للدفع بمدونتك نحو الشهرة والنجاح. في بلادنا العربية، هذا ليس بالمشكل الكبير لأن المنافسة ليست بذلك الإحتدام الذي نجده في المحتوى الإنجليزي مثلا، ولكن رغم ذلك لا يتم استغلال هذه النقطة إلا من طرف عدد قليل من المدونين العرب.
تحقيق التميز يتم من خلال عدة أمور من أهمها :
- اختيار نيتش محدد ليست عليه منافسة كبيرة وإيجاد جمهور جديد لم يسبقك إليه الكثيرون. فمثلا بات مجال المدونات المتخصصة في أخبار وجديد التقنية في وطننا العربية مشبعا إلى حد كبير، وبالتالي لم يعد من السهل أن تجد لنفسك فيه موطئ قدم في ظل سيطرة عدد من المدونات على هذا النيتش واستتثمارها أموالا مهمة للبقاء في القمة.
- كتابة مواضيع حصرية وتقديم معلومات جديدة غير متاحة في مواقع أخرى.
- تصميم جميل للمدونة يعكس احترافيتها ويمنح تجربة استخدام جيدة للزوار.
3. القراء الأوفياء من أهم أسرار المدونات الناجحة
الحصول على قراء وزوار جدد لمدونتك مهمة صعبة بكل تأكيد، ولكن الأصعب هو الحفاظ عليهم وجعلهم عائلة لك وزوارا دائمين. هذا يتأتي كما أسلفت بتقديم محتويات هادفة وحصرية لنيل ثقة وإعجاب الزائر، كما لا يجب أن ننسى ضرورة بناء قائمة بريدية لأن البريد الإلكتروني هو أثمن ما ستحصل عليه من الزائر ومن خلاله تستطيع التواصل معه فيما بعد بواسطة النشرات والعروض البريدية الدورية التي تقوم بإرسالها للمشتركين في تلك القائمة.
4. لا تكن مهووسا بالسيو SEO
لا أحد ينكر أهمية الإشتغال على السيو لتحسين ظهور صفحات مدونتك على محركات البحث، ولكن الإهتمام بالسيو لا يجب أن يبلغ حد الهوس ولا ينبغي المبالغة فيه. البعض يفكر في إرضاء عناكب محركات البحث أكثر من التفكير في إرضاء القراء والمتابعين، وهو الهدف الأصلي من إنشاء أي مدونة، فتجد بعض المدونين المبتدئين يجتهدون في حشو المقال بالكلمات المفتاحية وحساب أعدادها وكأنهم يعلمون يقينا الخوارزميات التي تتحكم في عمل محركات البحث.
الأمور لا يجب أن تأخذ هذا المنحى، كل ما يهم غوغل وغيرها من محركات البحث هو أن يجد الزائر ضالته في موقعك ويقع في إعجابه. هذه هي الكلمة المفتاحية الوحيدة التي يجب عليك العمل عليها وتحسينها قدر المستطاع.
5. الترويج للمدونة قدر الإمكان
الزوار الأوفياء وأولئك القادمين من محركات البحث لا يكفون لوحدهم، خاصة إذا كانت مدونتك في بداية الطريق ولا تستقطب أعدادا كبيرة منهم.
لحسن الحظ هناك طرق أخرى للحصول على زوار ومستخدمين جدد، مثل الترويج لمواضيعك على منصات التواصل الإجتماعي، كفيسبوك وتويتر، من خلال إنشاء صفحات خاصة بالمدونة يلتقي فيها عشاقها ومتابعوها للإطلاع على كل جديد.
النشر في المنتديات والمجتمعات الأخرى يسمح لك كذلك في الحصول على أعداد لا بأس بها من الزوار، فالنشر في مجتمع حسوب على سبيل المثال يكسب مدونة توتومينا ما يزيد على 25 زيارة في اليوم، نسبة ولو كانت قليلة منهم سيعودون لزيارة المدونة من جديد فيما بعد ومشاركة مواضيعها مع أصدقائهم، وهكذا تتسع شهرتها بالوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور.
إذا كانت ميزانيتك تسمح بذلك، يفضل استثمار بعض الدولارات في الترويج لموقعك عن طريق الإعلانات، سواء إعلانات فيسبوك أو غوغل. هذه المنصات تسمح لك باستهداف جيد للجمهور الذي تريد الوصول إليه وبعد ذلك تقوم بتحليل نتائج حملاتك الإعلانية للوقوف على مدى نجاعتها ومردوديتها.
نهاية المقال
هذه 5 نقاط فقط، لكنها مصيرية وهي العمود الفقري لنجاح أي مدونة، فلا أعتقد بأن هناك مدونة ناجحة لا تنشر بانتظام وليس لها حضور على منصات التواصل المختلفة.
يسعدنا كثيرا، أيها المدون، أن نسمع عن تجربتك في هذا المجال ورأيك في هذه النقاط الخمس من خلال صندوق التعليقات في الأسفل. وإذا أعجبك هذا الموضوع، فلا تنسى مشاركته مع أصدقائك المدونين أو الذين يفكرون في بدء رحلتهم مع عالم التدوين :)