في شهر مارس من العام الحالي، وبينما كنت أزور موقع بعيد التابع لشركة حسوب، أثار انتباهي إعلان من الشركة نفسها يبحثون فيه عن مطور ويب للواجهات الأمامية مع شرط إتقان مكتبة React.js.
في ذلك الوقت كنت أعمل كمطور ويب مستقل وقلت في نفسي لماذا لا أتقدم لتلك الوظيفة مع هذه الشركة التي لطالما نالت إعجابي لجهودها الجبارة في ترقية وتحسين المحتوى العربي على الإنترنت.
تقدمت لتلك الوظيفة، وبعد أيام اتصل بي مدير الموارد البشرية في شركة حسوب وأجرينا مقابلة تعرفنا من خلالها على بعضنا البعض، ثم رشحني للمقابلة الثانية بعد أيام معدودة مع المدير التنفيذي للشركة ومؤسسها عبد المهيمن الآغا.
المقابلة مع عبد المهمين
المقابلة مع عبد المهيمن كانت تقنية بحتة على عكس المقابلة الأولى مع محمود الآغا التي كانت عامة إلى حد ما.
طلب مني عبد المهيمن أن أشارك معه أهم أعمالي وأحدثها، وهي في أغلبها أعمال عبارة عن مواقع لمؤسسات الدولة هنا في المغرب، لأنني كنت أشتغل عن بعد مع شركة تحصل على هذا النوع من المشاريع المبنية على Drupal والتي لا تخلوا بطبيعة الحال من جافاسكريبت، ولكنه لا يمثل النسبة الأكبر في شفرتها المصدرية، يعني لم تكن مشاريع حديثة من النوع الذي يستخدم فيه React.js أو Angular على سبيل المثال.
هذا النوع من المشاريع يصعب الحصول عليه كما يعلم الجميع وهي مشاريع قليلة جدا في السوق العربية، لذلك لم تسنح لي الفرصة للعمل على تطبيق أحادي الصفحة معقد أستخدم فيه إمكانيات React.js. على الرغم من أنه كانت لدي معرفة نظرية قوية بهذه المكتبة ونظامها البيئي.
لم يخفي عبد المهمين إعجابه بالتدوينات التي أكتبها في مدونة توتومينا، ولكنه صارحني بأن ذلك غير كافي (أتفق معه 100%) لأن المعرفة النظرية شيء والتطبيقات العملية شيء آخر. شركة حسوب كانت في حاجة آنية لمطور Frontend كي يشتغل على مشروع جديد وعصري، وليس لدى الشركة الرغبة أو الوقت لتكوين المتقدم لهذه الوظيفة للوصول إلى المستوى المطلوب.
في مثل هذه الحالة، قد يكون رفض طلبي هو الخطوة السهلة والأمر الأقرب للحدوث. فما دمت لا تستجيب لمتطلبات الوظيفة فلماذا علي أن أضيع وقتي معك ؟
ولكن
عبد المهيمن الآغا كان لديه حل وسط غير رفض الطلب.
لقد منحني شهرا كفترة اختبارية أعطاني فيها مشروعا صغيرا أشتغل عليه. إذا أنجزت المشروع في فترة الإختبار سيتم قبولي للإلتحاق بالوظيفة، وإذا لم أكن على قدر الآمال فستكتفي حسوب بفترة الإختبار وسيتمنون لي حظا أسعد فيما هو قادم من حياتي :)
الحمد لله انقضت فترة الشهر كما تمنيت، ونال عملي رضى الآغا، لأبدأ بعد ذلك عملي كمطور ويب للواجهات الأمامية مع شركة حسوب بشكل رسمي، وإلى اليوم مازلت مستمرا معهم :)
لماذا منحت فرصة الإختبار ؟
كما قلت في السابق، عندما تتقدم لوظيفة لا تستجيب لكل متطلباتها فطلبك مرفوض بكل تأكيد. وإنما منحتني حسوب فرصة إثبات إمكانياتي لما رأوا في مدونة توتومينا من محتوى اعتبروه جيدا وربما عكس لهم رغبة لدي واهتماما بتعلم جديد تقنيات تطوير الويب وأنني أستحق أن أعطى الفرصة. أي أن المدونة لعبت دورا تسويقيا كبيرا بالنسبة لي وتم اعتبارها بمثابة CV يتحدث عني.
لم أكن الوحيد الذي ساعده التدوين في الحصول على عمل في شركة مرموقة، لقد قرأت العديد من المقالات التي تتحدث عن هذا الموضوع وكيف أن للتدوين دور كبير في تقديم المدونين إلى العالم.
التدوين ليس مجرد إعلانات آدسنس كما نتصوره في منطقتنا العربية.
التدوين يعني أن تتعلم كل يوم أشياء جديدة لكي تشاركها مع متابعي مدونتك فيستفيدوا منها. في النهاية لا بد أن تأتي اللحظة التي تأخذ فيها مقابل عطائك، بغض النظر عن شكل هذا المقابل.
- قد يهمك أيضا: العمل الحر، ما له وما عليه
- قد يهمك أيضا: شرح أساسيات React.js – مكتبة جافاسكربت لتطوير واجهات المستخدم
- قد يهمك أيضا: أفضل طريقة لتعلم لغات البرمجة وإتقانها